محمد الطيب زين العابدين
الجنس : تاريخ التسجيل : 01/02/2011 عدد المساهمات : 46 النقاط : 87 التصويت : 3 العمر : 30 انـــا : العمل/الترفيه : كتابة الروايات والقصص **المطالعه ** المزاج : الحمد لله سعيد الإقامة : مدينه الحصاحيصا- حي الصداقة تعليق :
كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما***وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما
| موضوع: مـــــوسم صفـــاء الجمعة 17 يونيو 2011, 8:48 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
موسم صفاء
أعزائي , اصطفت الحروف,و تناسقت على أسطرها وفاءً و تحية ً لنظرات عيونكم الجليه ,وإن تطاول قلمي وحمله الكبرياء و الغرور أن يصف مكانتكم الشامخة بشموخ مجدكم , الخالدة بخلود روعتكم , والتي وعزته لما نبعت كلماته وتراكبت جمله من سويداء قلبي , إلا محبــةً وتقديرا.
بدت وكأنها ربابة حبلى بالكثير , ثم دنت من الأديم ، وطغى على المكان ليل بهيم , وبات الكل في أرق و اضطراب ؛ فقد فاح الجو و أرسل سموماً الحارة الحارقة , نظرت إليها و حددت ملمحها بكل دقه فليست بغريبة عن مخيلتي.
الأمر معقد, بداية ليس لها نهاية , لون رمادي متدرج من الوسط الغامق إلى الأطراف , ذلك الرحيل إلى وسط قبة السماء , والتجمع بكتلتها وكأنها الدخان . تطلعت في المنظر و راقبت حركتها بشغف . ثم تصدعت لثوان ٍ بخطوط لامعه ,حالما اختفت بعثت أصوات مدوية هزت المكان . ثم دنت أكثر من الأديم , وتقاطرت بسخاء , وتدافعت قطراتها رغم أنف الرياح بتقاطرها عكس التيار, وسالت على الأرض مزخرفةً التراب بنقوش ساحره , وجرت المياه حيث اتجاه النيل , وحملت معها الكثير مما اعترض سيرانها ( تلك الأملاح التي تبرقعت على الأرض الخصبة , والقاذورات النتنة التي جرفها التيار) . و رحلت رغم ما اعترض طريقها من حجارة صلدة ومباني شاهقة . فغيرت مسارها مرات , و لكنها عاودت المسير , ثم قلَّ مدد المياه وتدرجت مزنها للأعالي . وساد نقاء بهيج علي الصفحة الزرقاوية .
عقبها نسيم عليل عبث بفروع الأشجار , و تعانق جريد النخيل وتسامت زغرودة التلاقي بصدى وديع ,معلنة عهد صفاء جديد ولو للحظات و فصل من الخضرة و الجمال .
ما دا القبيل راجنو نحنا *** يوم تبشر بيهو غيمه
الفــــــرح يملأ المدينـة *** والبويتات الحزينـــه
وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن . فالرباب و الدعاش قد دام ورحل . فريثما تصفو تتكدر؛ حيث تطاريت كائنات صغيرة و تعالت أصواتها, وخرجت أخريات من تحت الأرض , كن قد صدّهن القحط و الجدب الذي دام لأعوام , وعادت من جديد , و لابد إبر النحل لعلق لذة العسل.
سياســة ٌ تفرح وتحزن , تُفرج تارة و يتراكم الهم تارات أُخر, تسمو و تهبط ,تكبر و تصغر . سنة الحياة وجوهرها الباقي , فبتقوى الله و طاعته و الالتجاء له في العظائم و الصغائر هي المنحى المناضل لمصاعبها . الترابط والأُخوة هي بُنيات المجتمع الصالح . و تبقى الأخلاق و الآداب الرفيعة و المعاملة الحسنة هي درجات الارتقاء بالعقل البشري . ثم العلم فذلك عالم آخر وبحر لجي شاطئه سعادة وباطنه درر و الإبحار فيه مرضاة للرب . ولا يبرح القلب رطباً بالثقة والأمل في الغد حتى يُنال المرمى .
محمد الطيب زين العابدين
"الرحيــــل" | |
|